استطلاع سوري يرى تفاؤلا في المستقبل, ولكن تأييد أقل للأسد.


عن كبيرة منتجي شبكة CNN في وزارة الخارجية "اليز لابوت" 

لدى السوريين ثقة قليلة بأن نظام الرئيس بشار الأسد بامكانه حل المشاكل الحالية للبلاد , مع انهم متفائلين بالمستقبل, وذلك بحسب استطلاع اجرته جامعة Pepperdine.

الاستطلاع الذي اجرته الجامعة بالتعاون مع المجلس الديمقراطي في كاليفورنيا, وجد ان ثمانية من أصل عشر سوريين من الذين تم سؤالهم يريدون من الرئيس الأسد أن يترك السلطة, و أكثر من سبعة سوريين من أصل عشرة على أمل أكبر بأن مشروع الاصلاح سيتحقق, هذا في ضوء الثورات التي شهدتها دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والتي تعرف الأن باسم "الربيع العربي".

المجلس الديمقراطي, عبارة عن مجموعة لا تنتمي الى حزب ولا تسعى للمنافع المادية , بل تشجع الديمقراطية في الدول الناشئة.
تتلقى تلك المجموعة الدعم المادي من وكالة USAID التابعة للحكومة الأميركية, مع أن الاستطلاع السوري لم يفوض من قبل الحكومة. استطاعت شبكة CNN من الحصول على نسخة من هذا الاستطلاع, وسيعلن عنها يوم الأربعاء.

مسؤولون من المنظميتن اخبروا CNN بان الاستطلاع قد تم اجراؤه سريا بسبب الحظر الذي تفرضه الدولة السورية على جمع الاراء. 

 "انجيلا هاوكن" البروفيسورة المساعدة في قسم التحليلات السياسية و الاقتصادية في جامعة Pepperdine للسياسة العامة, كانت قد صرحت لشبكة CNN "ان اكثر ما فاجئنا في هذه النتائج هو امكانيه جمعها بالدرجة الاولى" .

وقالت "هاوكن" ان النتائج كانت حصيلة مقابلات شخصية تمت باللغة العربية بين مستحصلي معلومات مدربين و 551 مواطن سوري فوق سن 18.. وقد تم اجراء الاستطلاع بين تاريخي 24 اب و 2 ايلول.

وقد اوضحت ان الوضع الأمني المعقد في سوريا الذي اقترن مع واقع ان الاستطلاع قد تم اجرائه دون اذن من الدولة, تسبب بالعديد من التحديات اللوجستية لفريق العمل الميداني الذي يقوم بجمع المعلومات.. فقد قالت على سبيل المثال, ان الفريق وجد صعوبة محددة في مقابلة النساء الذين لم تكن لهن الرغبة في المشاركة, على عكس الرجال.. والنساء اللواتي شاركن في الاستطلاع, كانت انتقاضاتهم تجاه الدولة أقل.

تلك العوامل قد ادت لحرف النتائج بطريقة ما.

قالت "هاوكن" : "هؤلاء الذين وافقوا على المشاركة بالاقتراع الذي تم اجرائه دون موافقة الحكومة, يمكن ان يبرزو مشاعر اكثر ضد الحكومة من هؤلاء الذين امتنعوا عن المشاركة", اضافة الى انه كان من الصعب معرفة ما تمثله تلك الارقام من الرأي العام الشعبي في سوريا.

وقد قالت "هاوكن" ايضا: " مع هذا, فاننا الان نعلم اكثر بكثير مما كنا على اطلاع به قبل اجراء الاستطلاع", " وما يوازيه أهمية هو اننا اثبتنا بانه من الممكن جمع معلومات عن الرأي العام حتى في الدول التي تعاني اضطهادا قويا".

رئيس المجلس الديمقراطي "جيمس برينس" قال ان الاستطلاع يعكس "القلق العميق الجذور الذي يشعر به معظم السوريين" تجاه النظام, واملهم بان الربيع العربي سيؤدي الى قيادة افضل في سوريا.

وقد صرح "برنس" لشبكة CNN بأن "الشعب السوري لا يملك الثقة في نظام الأسد.. ولا يريدون العيش في نظام البعث الأمني", و " كما في دول أقليمية اخرى, السوريون فاض كيلهم من الفساد, تفضيل الأقارب في السلطة, وانعدام الفرص في سوريا.. الشعب يبحث عن بديل للأسد"..

على الرغم من امتعاضهم من الحكومة, السوريون مازالوا متفائلين.. فحسب الاستطلاع, تسعة من أصل عشرة يتوقعون ان يكون المستقبل أفضل من الوقت الراهن.

وقد أشار "برنس" ان ما تم اكتشافه عن طريق الاستطلاع متناسق مع نتائج استطلاعات تم اجرائها في دول اخرى شهدت ربيعا عربيا, مثل تونس و مصر, بالنسبة للفساد و انعدام الحريات و الفرص في حياة الناس وهو ما دفعهم للبحث عن بدلاء لحكوماتهم... وقد أشار الواقع ان 78.3% من السوريين الذين تم استطلاع ارائهم يشعرون بأمل اكبر حول الاصلاح في بلادهم في ضوء الحراك الشعبي في اماكن اخرى في الوطن العربي.

برنس, الخبير البارز في المجتمعات المدنية العربية, الذي عمل في مجال دعم الديمقراطية في الشرق الأوسط لأكثر من 20 عاما... قد قال ان الاستطلاع اثبت ان الشعب السوري " يملك القليل من الثقة في نظام الرئيس الأسد و الحكومة بشكل عام".

اكثر من 86% بقليل من المستطلعين يحكمون على اداء الرئيس الأسد بسلبية, و 88.2% لا يعتقدون ان الحكومة الحالية قادرة على حل مشاكل الدولة.. بحسب ما قال "برنس".

اتت نتائج الاستطلاع بالوقت الذي تزداد فيه الضغوطات الدولية على النظام السوري, وفرض عقوبات دولية ,ودعوات متجددة من قبل اعضاء الامم المتحدة لاشراك محكمة الجنايات الدولية.

اجتاحت الفوضى سوريا لاكثر من ستة اشهر, مع تعرض المتظاهرين المنادين لمزيد من الحريات, انتخابات ديمقراطية و انهاء حكم نظام الأسد للقوة الوحشية... وقد واظبت الدولة على القصة ذاتها: انهم يطاردون مسلحين ارهابيين الذين يتسببون بالمشاكل.. ولكن نشطاء من المعارضة يقولون ان النظام هو الذي وراء الذبح المنظم للمتظاهرين و المدنيين الابرياء .

وجد الاستطلاع ان معظم السوريين الذين تم سؤالهم و يشكلون 71.1%, لديهم اراء ايجابية حول المتظاهرين.. وان 5.5% لديهم اراء سلبية... بينما نسبة ساحقة مكونة من 88% يعتقدون ان اكثرية الشعب السوري يشاركون المتظاهرين اهتماماتهم.

ثلثي المستطلعين يتفقون ان "الديمقراطية هي الافضل للسمة التي ستتصف بها اي حكومة جديدة".. الا ان الاستطلاع وجد ان الاصلاح المجرد و المطروح من قبل الرئيس الأسد لن يرضي الشعب السوري.. وفقط 11.5% يرغبون ببقاء النظام في السلطة واجراء اصلاحات, بينما 87.9% يعتقدون ان الاصلاع لن يرضي المتظاهرين.. و 81.7% يريدون تغيير النظام. 

No comments:

Post a Comment

Note: Only a member of this blog may post a comment.