في الدفاع عن الأسد... السورييون يعبرون عن رأيهم


بالرغم من الحملة الدولية الواسعة لادانة الاجراءات الصارمة للرئيس الجمهورية السوري بشار الأسد ضد ما يراه اغلب العالم ثورة من أجل الحرية, فان الرأي العام حول الموضوع هو كالتالي: الاسد شخص سيئ, والمتظاهرون هم الحسنون.. ولكن بعض المواطنين السوريين يقولون ان موقفهم تجاه رئيسهم مختلف  وان العالم الخارجي يرى عكس ذلك... فالاسد يحمي ويصون الامة.

الانقسام ممكن شرحه عن طريق فيديو واحد يحمل عنوانين مختلفين تماما موجود على شبكة يوتيوب.. كلا الفيديوهين يصور جثث ترمى في نهر , وكلاهما لديه عنوان بالعربي.. ولكن هذين العنوانين هما ما يفرق بينهما.. فاحد العنوانين يدعي ان هذه الجثث لعناصر من الامن السوري تم قتلها.. والعنوان الاخر يقول ان الجثث لمتظاهرين سلميين قتلهم الامن السوري.. فاي الفيلمين صحيح؟؟ لا احد يستطيع ان يعرف.

ان نظام الاسد ادعى لمرات ومرات انه يحارب ضد مجموعات مسلحة, ارهابيين, اسلاميين متطرفين, او ببساطة قوات تعمل وفق اجندات خارجي.. ولكن بالرغم من ان دخول وسائل الاعلام الخارجية الى سوريا ضعيف و مقيد, فان صحفيين و منظمات لحقوق الانسان  كانو على اتصال مباشر مع نشطاء على ارض الواقع منذ بدء الثورة, ولكن المجهول هو الدور الفعلي الذي لعبه كل من المجموعات المسلحة, المتظاهرون و قوى الامن خلال الازمة ومن ضغط الذناد الذي اشعل الازمة اولا..

وجهات نظر من طرف مؤيدي الرئيس..
على صفحة (في او اي) على الفيسبوك, ثلاثة اشخاص سوريون شككو بصحة فيديو تم نشره على موقعنا من قبل سوريين اخريين, واعلنو لانهم مؤيدين للرئيس بشار الاسد.. راسلت الاشخاص الثلاثة للقيام ببحث معمق حول توجهاتهم وتأيدهم للرئيس الاسد.

جوابا على الاسئلة التي ارسلناها لهم, صرحو باسمائهم على الشكل التالي: الدكتور علي محمد, الين الخوري و جانو السورية (فضلت الاخيرة عدم الكشف عن اسمها الحقيقي).. الثلاثة قالة انهم مواطنون سوريون, ولكنهم انكرو اية صلة مع القيادة السورية او حزب البعث, او انه قد دفع لهم ليأيدو الرئيس السوري.

"انا متأكد (وبالوثائق) من وجود المسلحين في سوريا" قال الدكتور علي, مضيفا: "عائلتي شهدت على وجودهم في معظم ارجاء البلد.. المسلحون لعبو دورا مهما في تحريك الاحداث".. الدكتور علي الذي وصف نفسه على انه طبيب بالغ من العمر 35 سنة و يعيش في الامارات العربية المتحدة, اعترف بوجود معارضين للاسد في سوريا, ولكن اعدادهم تم تضخيمها.

الين الخوري لامت الازمة على انها "مؤامرة" معدة من قبل عدة جهات وتم تحريكها عن طريق الحقد الذي اعترفت انه بسبب بعض الاخطاء في نظام الاسد.. الين البالغة من العمر 27 عاما , مهندسة تعيش في الامارات, قالت انه هناك بعض المطالب المحقة التي طالب بها بعض المتظاهرين.. ولكنها اكدت على ان بعض مما يسمون مجموعات مسلحة استغلو فرصة المطالبين بالحرية لخلق حالة من الفوضى في البلد.

جانو السورية, البالغة من العمر 28 عاما تعمل في مجال النقل البحري وتعيش في سوريا, تتفق مع الاخرين على فكرة وجود المجموعات المسلحة والارهابيين.. اضافة الى انها تزعم انها شهدت وجودهم في عدة محافظات في سوريا.. معظمهم سوريون والباقي من جنسيات مختلفة.

الاعداد المتذايدة..
مع اعلان الامم المتحدة ان عدد المقتولين في سوريا تجاوز 2600 قتيل (فان دمشق اعلنت فورا ان العدد الفعلي هو 1400 قتيل نصفهم من الامن السوري).. المؤيدين الثلاثة غالبا يؤكدون ان الدولة استخدمت الحل الافضل لانهاء الازمة.

"تم التعامل مع المظاهرات عن طريق القوات الامنية وهو برأيي القوى المثلى , بتطبيق الاعتقال المؤقت , القنابل الغازية, العصي وطرق اخرى شهدنا استخدامها ايضا في احداث بريطانيا في ايلول".. هذا ما قاله الدكتور علي .. اضافت جانو "ان القوة تم استخدامها ضد المسلحين فقط, وليس ضد متظاهرين عزل"

ولا واحد من النشطاء الثلاثة اعطانا تفاصيل عن السبب الفعلي الذي بدأ الاحداث في سوريا ودفع المتظاهرين الى الشوارع .. فقط تحدثو عموما عن مطالب بالاصلاح والحوار.. وقد تغاضو عن فكرة التوتر الطائفي بكونه السبب في الثورة.. وكلهم متفقون حول وجود قوى خارجية تلعب دورا مهما في الاحداث, من بينها: الولايات المتحدة الاميركية, بريطانيا, فرنسا, اسرائيل, تركيا, السعودية, قطر, لبنان بالاضافة الى تنظيم القاعدة والمنظمات الاعلامية الخارجية.

"قوى خارجية حثت المتظاهرين على رفض الحوار الوطني و الاصلاح, واستخدمت وسائل الاعلام لاعطاء مظهر طائفي للاحداث , واعطو معلومات غير صحيحة عن قصف مدنيين وتدمير منازل".. هذا ما قاله الدكتور علي, حيث اضاف: "كان من الممكن عدم اراقة كل هذه الدماء لولا لاتدخل الخارجي".

عندما سألناهم اذا كان الافضل للاسد ان يتنحى عن الحكم بسبب الثورة والسخط الدولي.. يتفق الثلاثة على انه يجي ان لا يتنحى.. قالت الين: "استقالته ستولد ثغرة سياسية كبيرة وفوضى عارمة".. وقالت جانو: "سوريا بحاجة بشار الاسد ".. بينما قال الدكتور علي: "ان استقالته ستسبب حالة من الفوضة وتقود البلد لحرب اهلية".. كمان ان النشطاء الثلاثو اتفقو على ان مؤيدي الاسد اعدادهم بالملايين , وان انتخابات عام 2014 ستحدد بشكل فعلي اذا كان سيستمر بالحكم او لا.

الحوار... طريق لحل الازمة؟
النشطاء الثلاثة اتفقو ايضا ان الازمة في سوريا هي شأن داخلي وحلها يكون من الداخل ايضا.. قالت الين: "لا اعتقد ان اية دولي تولي اهتماما لما يريده الشعب السوري, فهم فقط مهتموم بمساعيهم وما يبتغونه من الازمة" .. الين اعلنت انها لا تعتبر نفسها مؤيدة نشيطة للاسد ولكنها تحترمه وتحترم سياسته الخارجية والاصلاحية.

اما بالنسبة لرأي الدكتور علي في حل الازمة, فقال: "الحوار الذي يجميع جميع الحركات والاحزاب السورية وممثلين عن بعض المدن التي شهدت احداث مأساوية .. بدون تدخل خارجي .. وهذا الحوار يجب ان يتأسس على نوايا طيبة من قبل الدولة و المعارضة"... واضافت الين: " الحوار هو الخطة الاولى.. ولكن على كل الاحزاب و الاطراف ان تكون موضوعية وان تكون راضية ان تقوم ببعض التنازلات".

جانو اعتبرت وضع حد للاعلام العربي و الدولي باعتباره الحل المثالي للازمة في سوريا.. وطلبت ان يعطي العالم للحكومة السورية مجالا لتطبيق الاصلاحات التي تحتاج الى وقت .

الرأي الأخر..
أرسلنا أسئلتنا أيضا إلى لجنة التنسيق المحلية السورية (وهي مجموعة لتوحيد صفوف المعارضة السورية بالداخل)
"حسن, لقد تم خداعهم", يقول هوزان ابراهيم, ناشط وناطق باسم اللجنة التنسيقية والمقيم في المانيا, حيث اضاف ايضا: "لو كانوا يعلمون الحقيقة, لما ناصرو دكتاتورا مجرما"... وصف ابراهيم مناصري الأسد بقوله: "انهم اشخاص يعملون في سفارات هم وأولادهم, يتقنون اللغة الانكليزية بالاضافة للغات اخرى, او افراد من عائلات ذات علاقات وطيدة مع النظام".

ردا على الأسئلة التي ارسلناها له عبر البريد الالكتروني, فقد عرض ابراهيم وجهة نظر مختلفة للسبب الرئيسي في تحريك الأحداث في سوريا.

"الازمة سببها تراكم الكبت وهيمنة السلطة على كل شيء في المجتمع السوري – قوى الأمن تتدخل في كل جوانب الحياة السورية.. السبب يعود ايضا الى الآلاف من المعتقلين منذ عدة سنين... الشعب السوري لديه اسباب عدة للمطالبة بالحرية, فهم لا يصدقون الأكاذيب التي بناها النظام على مر السنين".

عند سؤاله عند عدد المعارضين في الدولة, اجاب ان نسبتهم تصل الى 65 بالمائة (من ضمنهم  هؤلاء الذين لا يستطيعون الخروج في مظاهرات او يخافون), 20 بالمائة أنصار الرئيس, والباقي 15 بالمائة حياديين.

عند سؤاله عن موضوع التدخل الخارجي, فقد اشار ابراهيم "فقط" الى الدعم الذي يتلقاه النظام السوري من دول اخرى على مر السنين, معبرا عن خيبة امله عن عدم عرض مساعدة او دعم للمعارضة ايضا.

رافضا الادعاءات حول نعرات طائفية في الازمة والتي افتعلها النظام على مر الزمن, قال ابراهيم: "لطالما كان السوريون متعددي الطوائف" مشيرا الى أن الشارع السوري يحوي السنة, العلويين, الدروز, المسيحين و الاسماعيليين.

الحل البديل للازمة..
بالنسبة لحل الأزمة, فقد عرض ابراهيم حلا واحد, وهو تنحي الاسد عن السلطة.
"إن خياره الوحيد الآن هو التنحي" قال ابراهيم مضيفا: "نعتقد أن الحل هو انتقال سلمي وامن للسلطة بعد تنحي الاسد , ومعاقبة كل من ارتكب جرائم خلال الازمة".

بالنسبة للانقسامات, نفى ابراهيم ايا منها قائلا: " الحقيقة الوحيدة هي ان السوريين مللو من الكبت على مر العقود الحمسة السابقة ولا يريدون سوى الحرية".

اذا, من على صواب, ومن على خطأ ففي سوريا؟ للبعض الجواب واضح.. وللبعض الاخر مبهم.
http://www.voanews.com/english/news/middle-east/In-Assads-Defense---Syrians-Speak-Out-129671038.html

No comments:

Post a Comment

Note: Only a member of this blog may post a comment.